مناظرة ميشيل فوكو ونعوم تشومسكي ، الطبيعة البشرية: العدالة ضد السلطة.
1- ميشيل فوكو : فيلسوف فرنسي، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من القرن العشرين، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل تاريخ الجنون في كتابه "تاريخ الجنون", وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون. ابتكر مصطلح "أركيولوجية المعرفة". أرّخ للجنس أيضاً من "حب الغلمان عند اليونان" وصولاً إلى معالجاته الجدلية المعاصرة كما في "تاريخ الجنسانية".
2- نعوم تشومسكي : أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي و أضافة إلى أنه عالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي. وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي عمل فيها لأكثر من 50 عام .
...
عُرِضَت هذه المناظرة في التلفزيون الهولندي عام 1971 ويدير النقاش أستاذ الفلسفة الهولندي فونز إلدرز. كلاً من فوكو وتشومسكي لديه أفكاراً تركت أثراً كبيراً في حقول الدراسات العلمية والإنسانية. وكلاهما يقف على جهة مختلفة وأحياناً مضادة للآخر. يتناقشان في هذه المناظرة بسلاسة وتبسيط بحيث يمكن للمشاهد أن يرى بوضوح مواطن اختلاف الفيلسوفَين والطريقة التي يتفاعلان بها مع طرح الآخر والحجج التي يقدّمها.
في الجزء الأول من هذه المناظرة (من البداية حتى الدقيقة 00:36:09 ) يناقش الخلفية النظريّة لآراء الفيلسوفَين. يتحدّث تشومسكي عن أفكاره عن القابلية الغريزية للإنسان لتعلُّم اللغة، وكيف يساهم الإنسان في صنع اللغة، وعلاقة هذه الأفكار بمفهومه عن الطبيعة البشرية. ويتحدّث فوكو عن الإشكالات التي يراها في أطروحة تشومسكي، ويقارن مفهوم (الحياة) في علم الأحياء بمفهوم (الطبيعة البشرية)، ويطرح مشكلة تاريخ العلم بشكله التقليدي والذي يركِّز على (إبداع) العلماء "الذين اكتشفوا الحقيقة"، في ما يبدو على أنه مخالفةً لتشومسكي؛ قبل أن يوافقه تشومسكي ويوضِّح أكثر فكرته عن مصطلح (الإبداع) واتصاله بالطبيعة البشرية.
...
و في الجزء الثاني من هذه المناظرة (من 00:36:09 إلى آخرها) يدخُل بشكل مثير للانتباه في المواقف السياسية التي يستنِد عليها كلاً من الفيلسوفَين. يتحدّث تشومسكي عن العصيان المدني، والقانون الدولي، والإمبريالية، والقِيَم التي تحرِّكه في الصراع ضد السلطة. في حين يُبدي فوكو ملاحظاته على القِيَم التي تستنِد على (عدالة مثالية) عند تشومسكي ويقرِّر أن الصراع يجب أن يكون تحت مظلة الحرب لا العدالة، وأن (البروليتاري) يبدأ الحرب لكي يفوز بها وليس لأنها عادلة، النقطة التي يؤكّد تشومسكي اختلافه معه حولها مؤكِّداً قيمة العدالة حتى في ذلك الصراع. كما يؤكِّد فوكو على الانتباه لدور المؤسّسات التي تتظاهر باستقلاليتها عن الدولة في حين أنها صُنِعَت للمحافظة عليها، ويضرب أمثلة على ذلك: المؤسسات التعليمية، مؤسسات الوعظ والرعاية والطب النفسي.
رابط المناظرة : اضغط هنا .
Comments
Post a Comment